فضل قراءة القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم وعلى آله وصحبه وأجمعين ، وبعد : اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمنا . في هذا التقرير سأبين فضل قراءة القرآن الكريم ، لقول الرسول الله صلى الله وعليه وسلم : (( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده ،لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها )).
إن قراءة القرآن هي من النعم التي يغبط الله تعالى بها على عبده المؤمن ، كما أن قراءة القرآن تزيد القلب خشية وسكينة ورقة ، ولا خير في أمة لا تتمسك بكتابها و دستورها القرآن الكريم .
إن من المؤسف أن كثير من شباب المسلمين لا يعرف أن يقرء قصار السور ولا يحفظها ، وإن دل فإنما يدل على نقص بنا نحن المسلمين بعد أن كنا نقود الأمم ونسود العالم أصبحنا من أذل الأمم على وجه الأرض ، وسبب ذلك كله هو الإبتعاد عن القرآن الكريم الذي هو عزنا ودستورنا وطريق نصرنا ، وقد قال الله عزوجل في محكم تنزيله : ((فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )) سورة طه آية 123 . و الحمد لله رب العالمين .

فضل قراءة القرآن
إن لقراءة القرآن الكريم فضل كبير علينا ، فبالقرآن تحل السكينة والرحمة على قلب المؤمن ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان الذي ليس في جوفه شيء من القرآن ، كالبيت الخرب )) *1 ، والمقصود بجوفه أي لا يحفظ في صدره شيء من القرآن ، وهنا تشبيه جميل وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم قلب الخالي من القرآن ، فهو كبيت مهدم خرب مأوى للأفاعي والهوام آول للسقوط ، كذلك قلب الإنسان عند خلوه من القرآن فهو قلب ميت لا حس فيه ولا نور .

فضل استحباب قراءة القرآن الكريم جماعة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله في من عنده )) *2 قد بين لنا هذا الحديث الكثير من الفضائل وهي : نزلت عليهم الطمأنينة والخشوع والسكينة ، وذكرهم في الملأ الأعلى عند ملائكته الأبرار وإنه لشرف عظيم أن نكون منهم ، وقال الله عزوجل في محكم تنزيله : (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله )).

فضل قراءة القرآن بالليل :
بينت لنا السنة المطهرة أن قراءة القرآن في اليل منجاة من الغفلة ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين )) *3 .والمقصود هنا أن قراءة القرآن تذهب الغفلة عنا ، وما أحوجنا لهذا في هذا العصر ، وقراءة القرآن في الليل صفة من صفات المتقين لقول الله عزوجل : (( كانوا قليل من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )) *4 .
وقد ثبت في السنة المطهرة أن قراءة القرآن في الليل شفاعة للمؤمن يوم القيامة برواية أحمد عن عن عبدالله بن عمرو لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني به ، ويقول القرآن : منعته النوم باليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان)) *5 .
باب تعهد القرآن والتحذير من نسيانه
متى أكثرنا من قراءة القرآن والعمل بأوامره والإبتعاد عن نواهيه ، وخشعت حواسنا بسماعه وقرائته . عرفنا الحق وعرفنا إتباعه ، وعرفنا الباطل و إجتنابه ، وقد حذرنا الله عزوجل من الإبتعاد عن القرآن الكريم بقوله : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )) *6 فالإعراض عن تلاوته هجران ، وعدم التفكرفيه هجران ، وكذلك عدم العمل به هجران . و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المطلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت )) *7. قد أراد الله عزوجل تذكيرنا بقوله : (( إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) *8 ، وما أراد الله عزوجل إالا ليذكرنا ويعظنا به وبعدم نسيانه ، ووعد من اتبعه بالهدى لقوله : (( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )) *9 .

باب تحسين الصوت بقراءة القرآن الكريم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( ما أذن الله لنبي حسن الصوت ، يتغنى بالقرآن يجهر به )) * 10 ، والمقصود أذن الله أي استمع الله عزوجل ، وفيه إشارة على القبول والرضى ، ومعنى الحديث أنه ما استمع رب العزة والجلالة لشيء من الأشياء كاستماعه لنبي يقرآ القرآن بصوت جميل يجهر بتلاوته .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : (( لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )) * 11-1 . لحسن صوته وحلاوة نغمه ، وقد كان داود عليه السلام اذا قرا القرآن أنصت له الطير والجبل والشجر . وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لو رأيتني وأنا أستمع لقرائتك البارحة )) * 11-2 وجواب لو في هذا الحديث محذوف ، وهو ( لأعجبك ذلك ) ، وإن دل على شيء دل على وجوب حسن الصوت في قراءة القرآن الكريم.